مقدمة
القرآن الكريم كلام الله - عز وجل - إلى عباده والذي أنزله على رسوله ، هو الكتاب الذي تعهد الله سبحانه وتعالى بحفظه ، وهو المصون من الشبهات ومن التحريف فيه والتبديل والتغيير ، هو الكتاب الذي تحدى به الله - عز وجل - أفصح الناس على أن يأتوا بآية مثله فلم يستطيعوا ، هو الكتاب الذي ما إن تمسك به الناس فلن يضلوا بعده أبدا ، كتاب الله رب العالمين إلى الخلق عامة ليُخرج الناس من الظلمات إلى النور ليخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله رب العباد، هو الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا مِــــن خلفه تنزيل مِـــــن حكيم حميد.
فضل القرآن العظيم
قال الله تعالى: ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً )، وقال تعالى: ( وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم ) ، وقال تعالى: ( إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً )، فهو قول الله تعالى ألقاه على رسوله محمد بواسطة جبريل الأمين ، قال الله عز وجل: ( إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور. ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور ).
ومن فضائل القرآن العظيم أن قراءته يؤجر الانسان عليها فعلى كل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف والله يُضاعف لمن يشاء كما قال الرسول : " من قرأ حرفاً من كتاب الله تعالى فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف " .
ومن فضائله أيضا أن الله تعالى شبَّه مَن يقرأ القرآن بعظيم الصفات وأطيبها وفضل المؤمن الذي يقرأ عن المؤمن الذي لا يقرأ القرآن فقال الرسول : " مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها طيب حلو ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر " .
كما أن القرآن الكريم يأتي يوم القيامة شفيعا لقارئه فقال رسول الله : " اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه " .
وقال الله تعالى في فضل القرآن آيات في هذا الكتاب تبين هذه الفضائل وأن هذا القرآن العظيم هو خير كلام منزل على خير الأنبياء مُرسل إلى خير الأمم وأفضل الناس بعد الأنبياء فقال الله تعالى في كتابه: (( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً ))، وقال تعالى:((أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون )) ، وقال تعالى: ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ) .
وقال تعالى: ( الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد ) .
وقال تعالى: ( إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم و إنه لكتاب عزيز * لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد )
وقال تعالى: ( يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نوراً مبينا ).
عقيدة المسلم في القرآن الكريم
المسلم لا بد وأن يعرف ما عقيدته في القرآن الكريم فعليه أن يعرف أن:
القرآن الكريم هو كلام الله - عز وجل - حقيقة حروفه ومعانيه، ليس كلامه الحروف دون المعاني، ولا المعاني دون الحروف، تـَـكـَلـَّـمَ الله به قولا، وأنزله على نبيه وحيا، وآمن به المؤمنون حقا، فهو وإن خط بالبيان وتـُلي باللسان وحُفظ بالجنان وسُمع بالآذان وأبصرته العينان لا يُخرجه ذلك عن كونه كلام الرحمن، فهو كلام الله غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود .
ومَن قال القرآن أو أي شيء من القرآن مخلوق فهو كافر كفرا أكبر يُخرجه من الإسلام بالكلية؛ لأن القرآن كلام الله تعالى منه بدأ وإليه يعود وكلامه صفته - عز وجل - .
ومَن قال: شيء مِن صفات الله تعالى مخلوق فهو كافر مرتد، يُعرض عليه الرجوع إلى الإسلام فإن رجع وإلا قـُـتل كفرا ليس له شيء من أحكام المسلمين.
وقد قال الإمام القحطاني في نونيته متكلما عن فضل القرآن وعن بيان عقيدة المسلم فيه:
أنت الذي يا رب قلت حـــــــروفه.............ووصفته بالـــــــــــــوعظ والتبيان
ونظمته ببـــــــلاغة أزلــيـــــــــــة.............تكييفها يخـــــــــــفى على الأذهان
وكتبت في اللوح الحفيظ حــــروفه.............من قبل خلق الخــــلــق في أزمان
فالله ربـــي لــــــم يـــــــزل متكلما.............حقا إذا ما شـــــــــــــاء ذو إحسان
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
وكلامــــــه القرآن أنــــزل آيــــــه.............وحيا على المبعوث مــــــن عدنان
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
من قال إن الله خــــــــالق قــــــوله.............فقد استحل عـــــــبـــــــادة الأوثان
مــــــــن قـــــال فيه عبارة وحكاية.............فغدا يجرع مـــــــــــــــن حميم آن
مــــــــن قــــال إن حروفه مخلوقة.............فالعنه ثم اهجره كـــــــــــــل أوان
لا تلق مبتدعــــــا ولا متزنــدقـــــا.............إلا بعبسة مـــــــالك الغـــــــضبان
والوقف فــــي القرآن خبث بــاطل.............وخداع كــــــــــــل مذبذب حيران
قل غير مخلوق كــــــــــــلام إلهنا.............واعجل ولا تـــك في الإجابة واني
أهـــــــل الشـــــريعة أيقنوا بنزوله.............والقائلون بخـــــــــــــــــلقه شكلان
وتـجـــنـب اللفظــــين إن كليــــهما.............ومقال جـــــــــهـــــــم عندنا سيان
يــــــــأيـــــها الســني خذ بوصيتي.............واخصص بذلك جــــملة الإخـوان
فهذه هي عقيدتنا التي علمنا إياها نبينا وهي عقيدة الصحابة والسلف الصالح رضي الله عنهم أجميعين لذا فعلينا أن نتمسك بما جاء يه نبينا وأن نتبعه في كل ما أمر به ونهى عنه فهو أحن علينا من آباءنا وأمهاتنا بل أحن علينا من نفوسنا التي بين جنوبنا لذا فعلينا أن نتمسك بسنته ونقتفي أثره ونتبع هديه فقد قال : (( عليكم بسنتي وسنتة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، استمسكوا بها وعَـضـُّــوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار))
أخي المسلم أرجوا أن تأخذ كلامي بعين الاعتبار وأن تتعلم هذه العقيدة وتعلمها
واحْمد الله على أن جعلك من المسلمين واسأل الله رب العالمين أن يُرينا الحق حقا فنتبعه وأن يهدينا الله رب العالمين إلى الرشاد وإلى الطريق الحق المبين .
فالحمد لله على أن جعلنا من المسلمين وجعلنا من أمة النبي الأمين وجعلنا خير أمة لخير نبي ... أمة دينها الإســـــــــــلام العظيم ، ونبيها خير الأنبياء والمرسلين ، وكتابها القـــــرآن الكريم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته